خوفو والهرم الاكبر

الاثنين، 5 مارس 2012

الأدب الجنزي المصري أدب المقابر المصرية القديمة

جريدة الاثريين - العدد الثالث

بقلم : محمود رزق


الأدب الجنزي المصري

أدب المقابر المصرية القديمة

عرف المصريون القدماء انواع مختلفة من الأدب هي الأدب الدنيوي ، الأدب الديني ، و الأدب الجنزي ، و يعد الأدب الجنزي اهمها واكثرها انتشارا و تواجدا ، لانه يتمحور حول رحلة آله الشمس والملك المتوفي في العالم الاخر و ما يصاحبهم من الموتي الصالحين و المذنبين ، وما يواجههم من أهوال و صارعات في العالم السفلي و صولا الي عمليه البعث من جديد و اشتمل الأدب الجنائزي على ترانيم ومدائح وصلوات وتعاويذ لمساعدة المتوفى على إكمال مسيرته في العالم الآخر، كذلك اشتمل على رسائل للأحياء (وصايا)، ورسائل للموتى وشكاوي، وسير ذاتية ، سجلت علي الجدان الداخلية للمقابر سواء كانت أهرام ومصاطب كما كان في عصر الدولة القديمة ، او علي حجرات داخلية تلحق بممرات و سراديب كما كان في الدولة الحديثة ، و أن سجلت ايضا علي التوابيت في عصور الدولة الوسطي وهو ما عرف اصطلاحا بنصوص التوابيت.

تعالوا معا نستعرض تلك الكتب والنصوص واسماءها و اسباب تواجدها علي مدار فترات التاريخ المصري القديم ، أن اول تلك النصوص هي ما عرفت اصطلاحا باسم نصوص الاهرام لانها وجدت مسجلة علي جدران الاهرامات داخل حجرات الدفن والممرات المؤدية اليها منذ اوخر الاسرة الخامسة ، تحديدا في عهد الملك أوناس و استمر تسجيلها في الاسرة الثامنة حتي عهد قا كا رع ايبي و الذي اكتشف jequier هرمة الصغير في سقارة القبلية عام 1935م .

و تضم نصوص الاهرام نحو ما يقرب من 760 رقية لا تشكل معا مجموعة مترابطة ، و تعد مظهرا من مظاهر انهيار الملكية في تلك الفترة رغم انها تشهد علي ثراء الادب الجنزي والديني معا ، و هي معروفة منذ عام 1880م و في عام 1882 نشرها maspero

و كذلك تبعه k.sethe كما قدم R.O.faulkner ترجمة لها ، و تتحدث النصوص عن توحيد الملك المتوفي مع الاله اوزير ، الذي اصبح فيما بعد اله الموتي وكبير الالهة في عالم الموتي السفلى ، و مصاحبة الملك لاله الشمس رع اثناء رحلتة اليومية عبر السماء و التي اصبحت فيما بعد ركيزة اساسية تستند عليها النصوص الجنزية في عصر الدولة الحديثة كما سنري فيما بعد.

كان نتيجة لانهيار السلطة الملكية في الفترة الانتقالية الاولي ان اغتصبت النصوص الجنزية القديمة التي اعدت لحماية المتوفي و انتشر استخدامها واصبحت تكتب علي جوانب التوابيت في عصر الدولة الوسطي ، ضمانا لحماية المتوفي و تمتعه بحياة خالدة بعد الموت مثل الملوك في نصوص الاهرام ، و نشر lespsius و lacau اجزاء من نصوص التوابيت بينما قام deback و O.faulkner بنشرها كاملة و تؤكد تلك النصوص دور اوزير كملك للعالم الاخر و سيطرته علي العالم حيث اصبح يحمل ألقاب تشير الي هذا الدور مثل امام الغربيين ( خنتي امنتيو ) و رب العالم الاخر و غيرها ، و الي جانب نصوص التوابيت ظهرت بعض الأناشيد الدينية في شكل صلوات وابتهالات مثل أنشودة اوزير ، أنشودة مين و كذلك أنشودة النيل.

شهد عصر الدولة الحديثة غزارة في انتاج الادب الجنزي ، و الذي من الممكن تقسيم تلك المرحلة الي مرحلتين مرحلة ما قبل العمارنة اي من الاسرة الثامنة عشرة حتي قامت ثورة اخناتون الدينية و في تلك الفترة اقتصر الادب الجنزي علي كتاب الايمي دوات اي ما هو كائن في العالم الاخر و مرحلة ما بعد العمارنة من نهاية عهد اخناتون و حتي نهاية الاسرة العشرون و في تلك المرحلة اقتضي الامر اضافة كتب دينية جديدة الي جانب الايمي دوات من اجل القضاء علي العقيدة الاتونية نهائيا او ما عرف اصطلاحا بفتنة العمارنة.

بداية القول اعتاد الدراسين تسمية الكتب الجنزية باسم كتب الموتي رغم ان التقسيم الدقيق لها أدي الي ان يطلق الباحثين عليها اسماء مختلفة و هو ما سوف نتعرف عليه في استعراضها الان ، كما انها انتشرت علي جدران المقابر الملكية في وادي الملوك ، اول تلك الكتب هو كتاب الايمي دوات او ما هو كائن في العالم الاخر و هو نص ملكي استخدم كعنوان حديث لما عرفه المصريون القدماء باسم كتاب الحجرة السرية و يتكون الكتاب من اثني عشرة ساعة او فصلا تقابل ساعات الليل و تصف رحلة اله الشمس الليلية و لا ترتبط الفصول مع بعضها البعض ، عادة يبدا كل فصل بمقدمة صغيرة فيها اسم الساعة و تنقسم الساعة الاولي الي اربعة صفوف بينما باقي الساعات الي ثلاثة صفوف فقط الصف الاوسط منها يمثل نهر العالم الاخر ، يتوسطه اله الشمس في الصورة الليليه اي الاله اتوم ، يبحر في مركبة محاط بطاقم من الالهة يقودون المركبة ويختلف هذا الطاقم في كل ساعة عن التي تسبقها و يمثل الصفان العلوي والسفلي ضفتي النهر و تتغير شكل المركبة في كل ساعة و ان كان الاله العقل سيا ومعه وب واوات فاتح الطريق يعتلون المقدمة و تتحول مقدمة المركب في الساعتان الرابعة والخامسة الي ثعبان ليستطيع المرور في البيئة الصحراوية و يتولي عدد من الالهة سحبها علي الرمال ، و تمثل الساعة السابعة اصعب الساعات لان اله الشمس يواجة الثعبان ابوفيس عابب و يستعين بسحر إيزة للتغلب عليه و يضربة بالسكين و يربطه من الامام والخلف اما الساعة الثانية عشرة تمثل ميلاد الشمس في صورة الجعران خبري من جديد اشارة الي البعث والخلود بعد الموت .

كان اول ظهور للكتاب في مقبرة تحوتمس الاول ، و ظهر كاملا في مقبرتي تحوتمس الثالث و امنحتب الثاني و سجل الكتاب علي جدران اكثر من ستة عشرة مقبرة ملكية بالاضافة الي مقبرة الوزير اوسر امون وزاع صيته و اصبح يسطر علي البرديات وتوابيت العصر المتاخر و قد نشره lepsius بينما قام hornong بتجميع كل مصادرة ونشرها.

اما عن كتاب البوابات ، وهو اسم حديث لمؤلف ملكي يعود الي أواخر الأسرة الثامنة عشرة ظهر لأول مرة في مقبرة حورمحب ، وأتي في أربعة نسخ كاملة الأولي علي تابوت سيتي الأول المصنوع من الألباستر والمحفوظ حاليا في متحف سوان في لندن ، والثانية علي الجدار الأيمن من الممر الامامي المؤدي للضريح الاوزيري في أبيدوس ، والثالثة في مقبرة رمسيس السادس والرابعة في مقبرة الكاهن با دي إمن أيبت من العصر المتأخر و قد عانت كل تلك النسخ الاهمال وضاعت أجزاء كبيرة منها بفعل الزمن ، بالاضافة الي وجود بعض النسخ الغير مكتملة علي جدران مقابر الدولة الحديثة مثل مقبرة رمسيس الأول والثاني والثالث و مقبرة سيتي الثاني.

و يشير اسم الكتاب الي دور البوابات التي تفصل بين الساعات الاثني عشرة الليلة ، ويتشابه كثير مع كتاب ما هو كائن في العالم الاخر من حيث التركيب ، حيت يتكون من مقدمة و اثني عشرة ساعة ليلية تنقسم كل ساعة الي ثلاثة صفوف ، ويفصل بين الساعات بوابات يجب علي المتوفي أن يعرف اسم الباب الخفي والحارس لكي يسمح له بالمرور مع رع ، ويميزها أعمدة كبيرة تحميها ثعابين تبصق نيران ملتهبة و يمثل القسم الأوسط منه النهر الذي تبحر فيه مركب رع ، أما القسمان الأخران فيمثلا ضفتي النهر ، و تنتهي الساعة الثانية عشر بمنظر الاله نون رافعا مركب الشمس علي الأمواج ، و يعد شامبليون أول عالم مصريات أشار اليه في خطابه الثالث عشر 1829م من خلال روايته عن مقبرة رمسيس السادس ثم نشرة كلا من

Maspero و lefebure و قد ترجمة Budge و Hornung لنا كاملا ، كما قدم piankoff و Mayster نشرا كاملا و ترجمة لهذا الكتاب في عام 1939م و يختلف عن كتاب ما هو كائن في العالم الأخر في احتفاظ مركب الشمس بشكلها خلال الساعات بالاضافة الي البوابات ، و مصاحبة الاله العقل سيا و اله السحر حكا لاله الشمس خلال رحلته و التفاف الاله الثعبان محن حول مقصورة اله الشمس ، و ظهور الثعبان أبوفيس في الساعة الثانية بدلا من السابعة و قتله ، ثم عودتة للحياة مرة أخري في الساعتان الحادية عشرة والثانية عشرة و القضاء عليه من خلال إيزة و يعد أشهر مناظر الكتاب هو منظر المحاكمة الذي يصور أوزير جالسا علي العرش في الساعة الخامسة و أمامة ميزان ودراجات سلم عليها تسعة آلهة.

و ثالث تلك الكتب الجنزية كتاب الارض الذي يعود الي الأسرة العشرين ، جاء الكتاب كاملا في حجرة الدفن الخاصة برمسيس السادس و كذلك رمسيس التاسع و هو مقسم الي أربعة أقسام A,B,C,D يغلب علي مناظرالتوابيت والكهوف و لا يعرف تقسيم الساعات و يدعو الي اعادة ميلاد قرص الشمس و أستمد عدد كبير من مناظره من كتاب الكهوف و هو غير مقسم لصفوف يتحدث عن رحلة اله الشمس خلال الاله أكر و يظهر الثعبان أبوفيس في القسم الثاني منه أمام أتوم و قد قتله بسكين و يشتهر بمنظر الاله أكر المصور علي صورة أسد راقد برأسين في اتجاهين معاكسين أحدهما يمثل الغرب و الأخر الشرق و يخرج من الوسط ذراعا نون رب المياه الأزلية و هما ممدودان لاستقبال قرص الشمس و قد أطلق عليه Hornung و نشره piankoff كاملا عام 1953م ، و علي العكس تماما هناك نصوص مصورة من عهد الرعامسة ، تصف معالم السماء و التي عرفت بكتاب السماوات تصور الآلهة نوت و الاله رع و وتوازي كتب العالم الاخر.

أما عن كتاب النهار فهو يصور الدورة الشمسية علي جسد نوت و يصاحبها قوائم الآلهة و بعض التعليقات النصية المبسطة التي تشرحه و ظهر منه نسختان مشهورتان علي حجرة دفن و سقف الممر (و) من مقبرة رمسيس السادس و يعد كتاب الليل أكثر شيوعا منه و قد صور مصاحبا له في الممر و من مقبرة رمسيس السادس كما صور علي حجرة دفن رمسيس التاسع

و هو مقسم الي اثني عشرة ساعة تسبقها مقدمة وتفصل بين الساعات بوابات حيث يشبه كتاب البوابات في تقسيمة و يعد اكثر كتب السماوات تفصيلا لأن فيه تتم الرحلة الشمسية علي جسد نوت التي تبتلع قرص الشمس ليلا و تلده في نهار اليوم التالي.

و يسجل كتاب البقرة السماوية محاولة اله الشمس إبادة الجنس البشري المتمرد ثم أسفه علي ذلك وانسحابه من الأرض الي السماء ورغبته في وضع تنظيمات تنطبق مع ارادته و ظهر الكتاب لأول مرة في مقبرة توت عنخ أمون و هي نسخة كاملة و كذلك في مقبرة سيتي الأول ، كما صور علي جدران مقبرتي رمسيس الثاني و رمسيس السادس أما عن ابتهالات الآلهة في عصر الدولة الحديثة كان أشهرها ابتهالات رع و هي عبارة عن صلوات ذات شكلين صلاة صغيرة و التي ظهرت في مقبرة تحوتمس الثالث و صلاة كبيرة التي ظهرت لأول مرة في مقبرة سيتي الاول و الكتاب مقسم لقسمين الاول منه عبارة عن ابتهال لاله الشمس تحت 75 أسماء تختلف عن بعضها البعض و لكل اسم وظيفة خاصة به ، بينما يضم القسم الثاني سلسلة من الابتهالات التي تصور الملك متخذا دور الآلهة المختلفة معا و أهمهم دور اله الشمس .

و يعتبر كتاب الكهوف الأكثر حداثة و اكتمالا بين الكتب الجنزية و يستمد أسمة من الحقيقة التي تقول أن العالم الأخر هنا مقسم الي كهوف و فية تظهر الآلهة والمخلوقات من الموتي المكرمين مصورين في هذه الكهوف داخل توابيت بيضاوية تضم جثثهم كفكرة مهيمنة علي الكتاب و تؤكد علي فكرة تسميته و يثبت ذلك في الجملة المكررة عندما يوجه رع حديثة لسكان هذا العالم : يقول رع لهذا الكهف

وهو أحد أربعة أضلع رئيسية التي تكون كتب العالم الاخر مع كتاب البوابات والارض وماهو موجود في العالم الاخر و قسم الكتاب الي ستة فصول و لكن لا نستطيع صراحة تحديد عدد الكهوف وان يري البعض أنها 56 كهفا من خلال مناظره و هناك ثلاثة عشرة مصدر للكتاب هي الضريح الأوزيري و مقابر مرنبتاح ، تاوسرت وست نخت ، رمسيس الثالث و الرابع

والسادس والسابع والتاسع ، و بردية نجمت الثانية و المقبرة 36 في وادي الملكات ، مقبرة ثا نفر في ذراع أبو النجا ، مقبرة با دي إمن أيبت و تابوت سقارة رقم 29306.

و يعد كتاب الموتي تطورا عن نصوص الأهرام والتوابيت و ان اختلف في الأسلوب و الترتيب و أتفق معها في عدم ارتباط فصوله مع بعضها البعض و كان يوضع في مقابر العامة من أفراد الشعب و اختلف العلماء في تقسيم كتاب الموتي و عدد فصوله حيث قسمه lepsius الي 165 فصل بينما ذهب Budge وNaville الي انه 184 و اخرون الي 200 ، 192 فصل و قدموا لنا عنه العديد من الترجمات وهو أقدم كتاب مصور كان يصور علي جدران المقابرأوعلي أوراق البردي بين لفائف المومياء و فوق التابوت وأحيانا داخل تمثال أو في صندوق ، وكتب في البداية بالخط الهيروغليفي و ابتداء من الأسرة الواحدة والعشرين كتب بالهيروغليفية المختصرة ثم الهيراطيقة حتي أصبح في العصر الروماني يكتب بالديموطيقية و هو أكثر الكتب تنظيما ، مكتوب علي شكل أعمدة بدون فواصل و منظم علي هيئة صفحات ويعد أشهر فصوله الفصل 125 الخاص باعلان براءة المتوفي من الذنوب و المحاكمة.

و نختم حديثنا بأن المصريون القدماء عادوا الي استخدام نصوص الأهرام في العصر المتاخر و التي نقشت علي بعض جدران مقابر العصر الصاوي كما دونت الكتب الجنزية الملكية والبوابات و الكهوف و ماهو كائن في العالم الأخر علي توابيت من البازلت والجرانيت و استمر الأمر في العصر اليوناني حيث جاءت مصورة علي توابيت مؤرخة من هذا العصر.

معرض للحج و نسخة نادرة من القرأن في المتحف البريطانى


اعلن المتحف البريطانى عن قيام معرض تحت مسمى الحج .. رحلة الى قلب الاسلام ، و هو اول معرض مكرس لاداء فريضة الحج الى مكة ، يقدم دراسة متكاملة عن الفريضة باعتبارها احد اركان الاسلام الخمسة و اظهار اهميتها للمسلمين ، و ذلك في الفترة من 26 يناير وحتي 26 ابريل من العام الحالى ، و ذكر المتحف في بيان له ان المعرض يصور تفاصيل و طرق رحلة الحج المختلفة عبر قارات العالم خلال قرون عديدة و ما يلقاه المسلمون من صعاب ومشاق من اجل اجتياز تلك الطرق ايمانا راسخا منهم بعقيدتهم .

و يضم المعرض العديد من الاثار المتعلقة بمواسم الحج مثل المخطوطات و القطع الفنية النادرة و الصور الفوتوغرافية التاريخية و المنسوجات ، منها التى تغطى اركان الكعبة و ابوابها ، و تم استعارة كل ذلك من مجموعات عامة وخاصة في المملكة المتحدة و حول العالم من السعودية و المكتبة البريطانية و ودائع عائلة الخليلي و غيرها ، و تم تنظيم المعرض بالتعاون بين المتحف البريطانى و مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض .

و من اهم المعروضات نسخة نادرة من القران الكريم اهدتها المكتبة البريطانية الي المتحف ، تم تركيبها و تحتاج الى عناية فائقة حيث تعود الى القرن الثامن الميلادى ، كتبت في مكة او المدينة علي الارجح و نقلت من السعودية في القرن التاسع عشر الميلادى ، و تتميز بسمات كتابة القران في الفترة المبكرة حيث الخط المائل و اختفاء التشكيل و التنقيط ، و الفصل بين الايات بست شرطات صغيرة.

الدعوة تتصاعد بضم أرض مبني محافظة الإسكندرية للمتحف اليوناني الروماني

جريدة القاهرة 28-2-2012

بعد احتراق مبني محافظة الإسكندرية المجاور للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية بدأت فكرة ضم ارض المحافظة لتوسيع المتحف تتهادي امام بعض الاثريين وحاول الاثريون من اجل لفت الأنظار إنشاء الصفحات علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك التي تناشد وتدعم هذه الفكرة، فيقترح الاثريون بناء علي الاهمية العالمية التي تتمتع بها مدينة الإسكندرية وآثارها وعلي راسها المتحف اليوناني الروماني ضرورة إعادة تأهيل المتحف بشكل مناسب تتناسب مع اهميته وتوسيعه لعرض آلاف القطع الاثرية التي مازالت موجودة في المخازن ولم تعرض. وهذه لم تكن المرة الاولي للدعوة بضرورة توسيع المتحف بل كانت الأصوات تنادي بضرورة توسعته منذ أربع سنوات وبناء عليه وافقت الطائفة اليهودية بالإسكندرية علي ضم وبيع الأرض الخاصة بمدرسة القومية والملاصقة للمتحف للمجلس الأعلي للآثار من أجل زيادة مساحة المتحف أثناء عملية تطويره التي بدأت منذ أربع سنوات لكن سرعان ما توقف المشروع بسبب رفض عائلة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التنازل عن المدرسة ولعرض ما توصلت اليه هذه الفكرة كان لنا هذا التحقيق . ضم أرض لتوسيع المتحف وبدات فكرة ضم ارض المحافظة الي المتحف بناء علي مبادرة د. ميرفت سيف الدين مديرة المتحف السابقة ود.خالد عزب ومحمد السيد حمدي من مكتبة الإسكندرية حيث نظما عددا من الوقفات الاحتجاجية، ثم عددا من المبادرات الاخري كان اهمها مبادرة جمعية الآثار بالإسكندرية التي خاطبت رئيس الوزراء السابق د. عصام شـرف وامـين عـام المجـلس الاعـلي للاثـار د. مصطفي امين اشير فيها الي اهمية ارض المحافظة التي سوف تتيح توسيع المتحف بشكل كبير مما يتيح عرض كمية اكبر من الاثار واقامة المرافق السياحية التي تتلاءم مع مكانة المتحف وجمهوره وحديقة وقاعة مؤتمرات ومكتبة مما يزيد دخل المتحف ويتيح فرص عمل جديدة للشباب وتزدهر السياحة في الإسكندرية. كما تقدم العاملون بمتاحف الإسكندرية استغاثة ونداء الي المشير حسين طنطاوي ورئيس الوزراء د. كمال الجنزوري ووزير الاثار د. محمد ابراهيم لانقاذ المتحف وضم ارض المحافظة، كما تم التحرك من قبل متاحف الإسكندرية ومخاطبة مكتبة الإسكندرية ونقابة المرشدين السياحيين وجامعة الإسكندرية لدعم هذه الفكرة. يوضح عادل عبد الستار مدير عام قطاع المتاحف بوزاة الاثار فكرة توسيع المتحف فكرة رائعة وخصوصا بعد ان تخلصنا من مشكلة المياه الجوفية التي اصبحت لا تعيق إعادة بناء المتحف الآن لكن تكمن المشكلة الحقيقية في تمويل المتحف والـذي يسـعي د. محمد ابراهيم وزير الاثار جاهدا لحلها مع جهات عديدة، فنظرا لقلة الموارد المالية للوزارة حاليا يصبح من الصعب التفكير في أي مشاريع جديدة لكن نتمني تحسن الظروف قريبا ونبدأ في تنفيذه وصرح عبدالستار بان الوزارة تشكل وفدا لمقابلة محافظ الإسكندرية سريعا من أجل ضم أرض المحافظة إلي المتحف وتوسيعه واقناع المحافظة بالتنازل عن الارض لوزارة الاثار وبناء المحافظة في مكان آخر، وخصوصا بعد قرار محافظ الإسكندرية بتسليم أرض المحافظة لشركة المقاولين العرب للبدء في إنشاء مبني جديد لمحافظة الإسكندرية. تاريخ المتحف و يذكر د. عزت قادوس أستاذ الاثار اليونانية بكلية الآداب ـ جامعة الإسكندرية ان هذا المتحف من اقدم متاحف مصر بل اقدم من المتحف المصري نفسه الذي شيد عام 1902 وهو المتحف الوحيد المتخصص في العالم الذي يحوي اثاراً يونانية رومانية بعينها، وعلي الرغم من وجود متاحف اخري عالمية مثله لكنها لا ترقي لان تكون متخصصة كليا مثل هذا المتحف، ويقع المتحف في مكان متوسط جدا من مدينة الإسكندرية وفي الحي الملكي القديم الذي يمثل أكثر من ثلث المدينة وايضا فهو قريب جدا من مكتبة الإسكندرية القديمة، وتبلورت فكرة انشاء هذا المتحف عام 1891 للحفاظ علي الآثار المشتتة في صورة مجموعات لدي بعض الافراد مثل جون انطونيادس وغيره، وتكون المتحف في البداية من خمس حجرات في شارع رشيد حيث افتتح رسميا في 17 أكتوبر عام 1892 لكن ضيق المساحة أدي لعدم استيعاب الآثار وجعل بلدية الإسكندرية تقرر نقل المتحف الي مكانه الحالي في شارع المتحف اليوناني المتفرع من طريق الحرية، ووضع ديتريش وستون تصميم المتحف الحالي، وشرع الايطالي جيسيب بوتي في بناء المتحف التي وصلت عدد قاعاته في البداية الي 11 قاعة عام 1895 وتم الانتهاء من الواجهة عام 1900 ومع زيادة كميات الآثار تم توسيعه الي 27 قاعة. ويضيف د. عزت: وبدأ الاهتمام بهذا العصر بجدية بعد عام 1866، عندما اكمل محمود الفلكي حفائره في الإسكندرية، حيث قام بتسليط الضوء علي خريطة المدينة القديمة. وبدأ الاهتمام يزيد مع تكوين جمعية الاثار في الإسكندرية في عام 1893، وعندما اسندت ادارة المتحف الي جيسب بوتي وايفاريستو بريشيا واخيل ادرياني فيما بعد قاموا جميعا بتزويد المتحف بمجموعات مجلوبة من حفائرهم في ضواحي المدينة او خارجها مثل مصنوعات يدوية من حفائر الفيوم، يرجع تاريخ معظم المجموعات الموجودة في المتحف إلي الفترة من القرن الثالث ق.م الي القرن الثالث الميلادي، اي شاملة لعصري البطالمة والرومان. تم تصنيفها وتنظيمها في 27قاعة، بينما تظهر بعض القطع في الحديقة الصغيرة. ترميم منذ ست سنوات يذكر د. عزت قادوس انه تم اغلاق المتحف بالقرار رقم 2570 بتاريخ 13/ 9/ 2005 تمهيدا لترميمه وتطويره حيث ان المياه الجوفية اثرت علي الجزء السفلي وهناك بعض الشكاوي من امتداد تلك المياه الي الجزء العلوي، ذلك ان المتحف يتكون من طابقين: البدروم وطابق علوي علي السطح يرتفع نحو 10 امتار، وكانت الاثار مكدسة جدا نتيجة لاكتشافات عديدة في اماكن متعددة من الإسكندرية يتم نقلها الي هذا المتحف المتخصص، مما ادي الي عدم الاهتمام بهذه الاثار نتيجة لكثرتها وامكانية عرضها في الصالات، فقررت اللجنة الدائمة بالمجلس الاعلي للاثار السابق إعادة ترميم المتحف ثم بعد بدء العمل في الترميم اكتشف وجود اخطار جسيمة قد تؤدي الي تدمير المبني كاملا مما دفعهم الي غلق المتحف بالكامل واتخاذ قرار باعادة البناء. اعتبر البعض قرارالغلق بمثابة كارثة حقيقية وجريمة في حق هذا المتحف نظرا لان قرار غلق المتحف جاء سريعا دون مراعاة أن المتحف يضم اكثر من مائة الف قطعة اثرية اغلبها غير مسجل ومعرض للسرقة والضياع وتحتاج هذه القطع إلي تخزينها بشكل ملائم يحفظها من الرطوبة وتغيرات الحرارة خاصة أننا علمنا ان الإسكندرية يقل بها مخازن الآثار مما دفع المجلس الأعلي للآثار إلي أن يتخذ قراراً بنقل هذه المجموعات الاثرية إلي متاحف ومخازن متعددة منها مخازن الماريا والمتحف البحري وبعض القطع المترامية في حديقة متحف الإسكندرية القومي، كذلك قرار هدم مبني المتحف نفسه وهو يعد ضمن المباني الاثرية حيث اجتاز المائة عام وله تصميم معماري معاصر فريد حتي وان تقرر الاحتفاظ بالواجهة، واخيرا الفترة المقدرة لترميم المتحف كانت عامين ظلت تمتد يوما بعد يوم فكان من الأولي الاهتمام بترميم المتحف أو إعادة بنائه أولاً بدلاً من الدخول في مشروعات جديدة وإعطائه قدرا من الأهمية مثل ترميم هرم سقارة وإنشاء المتحف الكبير ومتحف الحضارة، ويذكر دكتور عزت قادوس أنه عندما شارك في وضع خطة تطوير المتحف وشكله الجديد تقرر التوسع افقيا وبناء ثلاثة طوابق علوية بحيث تتضاعف مساحة المتحف ثلاث مرات خاصة أنها الوسيلة الأنسب لقاعات العرض بالإسكندرية ذات المناخ المعتدل والمعتمد علي ضوء النهار وكذلك أن مبني المحافظة يجب أن ينقل إلي مكان علي حدود المدينة يستوعب الإدارات الكثيرة التابعة له ويستطيع استقبال جمهور مدينة الإسكندرية وأخيرا ناشد سيادته جميع الجهات المعنية المختصة وغير المختصة من أجل دعم فكرة ضم ارض المحافظة واغاثة المتحف اليوناني الروماني.

بقلم : محمود رزق