محمود رزق
الحوار المتمدن - العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 07:02
منذ اندلاع الثورة المصرية صارت هناك سياسة واحدة تنتشر في مصر هي التشكيك والتخوين المستمر بين جميع الاطراف السياسية و الشعبية سوء بين الاحزاب مع بعضها البعض او الجيش والشعب او طبقات الشعب مع بعضها البعض او بين الاحزاب والشعب و صار الشارع المصرى متضارب الاراء مفكك داخليا يحتاج الى توعية سياسية حقيقية يدرك بها واقع الامور بدلا من الاختلاف والتذمر المستمر حتى بين الاشقاء . ففى الايام العصيبة الماضية يري البعض ان الاخوان المسلمين والجماعات الاسلاميه خانت الثورة والثوار فى سبيل تحقيقي اغراض شخصية وقذفت على دماء الشهداء خاصة وبعض ان طالب الاخوان بالتمهل حتى ياتى رئيس جديد و يتم اقرار الامور فى البلاد على حد قولهم
و البعض الاخر يرى الجيش قد خان عهده مع الشعب بسبب الاحداث الدامية التى وقعت فى محمد محمود و مجلس الوزراء و استاد بور سعيد وفيكتور عمانويل وماسبيرو و غيرها وكان الامن اما طرفا فى فض النزاع بالقوة او طرف سلبى لم يتدخل و يذهبون بعيدا الى اشتراك الجيش والقضاء فى مسلسل هزلى اراد به ان يحمى الرئيس المخلوع حسنى مبارك و عائلته ونظامة لانهم جزءا منه ولكن اتسأل هل حقا اراد المجلس العسكرى ذلك او مجلس طره كما قالوا عنه
و لو اراد ذلك فلماذا لم يساعد الجيش الشرطة في اخماد الثورة ؟ ولكن ما يحير اكثر هو وقوف الجيش متفرجا يلعب دور ثانوى فى احداث خطيرة ولا يتحرك الا مؤخرا بعد حدوث مذابح داميه ؟
ان الشعب يريد ردا حقيقيا على كل هذه التسؤلات تمنحه الثقة فى المجلس العسكرى الممثل للجيش المصرى ونزاهته !
و اكتملت المأساه عندما خرج مجلس شعب وشورى مهمش لا يستطيع اتخاذ قرار واحد مكتمل دائما منقسم فى اراءه او قرارته هزيلة و سلبيه غير مكتمله النصاب ، ليضعنا امام قول اخر هو اتهام الاسلاميين بالزحف نحو السلطة و اتفاقهم واشتراكهم مع المجلس العسكرى فى خطه الخروج الامن مقابل السلطة لهم .
وياتى قرار رحيل المتهمين الامريكان فى قضيه المنظمات الحقوقية ليبعث كارثة اخرى خاصة بعد حدوث تصالح واتفاق بين المجلس العسكرى كسلطة حاكمة مع الولايات المتحده الامريكية و تصفية الخلافات في مقابل المعونة البعض يرى ان المجلس العسكرى والاخوان قدموا تنازلات قوية حينما جلسوا مع الطرف الاجنبى المكروه لدى الشعوب العربية و ان ذلك ظهر واضحا فى خطاب باراك اوباما الرئيس الامريكى فى دعمه لاسرائيل و تحدثه بثقة عن ضمان الغالبية والتفوق العسكرى لها على الدولة الكبرى فى الشرق الاوسط مصر وايران وتركيا .
ان هدوء الثوار اليوم قد يكون هدوء العاصفة التى لو قامت لن تتوقف و ستكون كارثة حقيقة على مصر فى ظل مجلس حاكم مبهم التصرفات واحزاب صارت مهمشة و احزاب دينية سياسية هى الطرف الاقوى بدات تجد طريق الكره لدى بعض المثقفين بسبب تخاذالها فى بعض المواقف و حكومة غير مكتملة الطهاره فى ايدى مؤسستها التى تحتاج الى تطهير شامل داخلى و اعادة هيكلة فى ذاتها لتستطيع مسايرة حال الوطن المتردى والتعامل مع الظروف الحالة الصعبة واعادة الامن الى المواطن المصرى الفقير والمتوسط الدخل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق